شمس الدين الذوادي يتحدث عن كواليس الترجي ويكشف عدة حقائق
عرف مستوى الترجي الرياضي ونتائجه خلال بداية الموسم الجاري تراجعا واضحا وتذبذبا زاد من حدة الإنتقادات الموجهة للإطار الفني واللاعبين ولم يحجب الفوز الأخير (1-0) النقائص التي لاحت على فريق ظن الكثيرون أنه بفضل التعزيزات الأخيرة والأموال الضخمة المرصودة له سيأتي على الأخضر واليابس.
بالتوازي مع ذلك كانت الإنتقادات موجهة لبعض العناصر على غرار شمس الدين الذوادي المدافع الدولي للترجي والذي اتهمه الكثيرون بأنه كان سببا في « تعادل الدربي » وفي اهتزاز مردود الخط الورائي للأحمر والأصفر.
الذوادي الذي مدد عقده مع فريقه إلى جوان 2020 تطرق إل الدوافع التي كانت وراء اختياره مواصلة المشوار في الحديقة « ب » كما تحدث عن « البداية البطيئة » في البطولة وعن النقائض التي لاحت على الفريق بعد نهائي الكأس في أوت الماضي. وكشف موقفه من المطالبة بإقالة المدرب عمار السويح من قبل شق من الأنصار ومن المستوى الحالي للبطولة بمجموعتيها فضلا عن المنتخب وعديد النقاط الأخرى.
• قبل نهاية عقدك بأكثر من نصف عام لم تعتمد م ثل أغلب اللاعبين سياسة التشويق وقررت التجديد وتمديد الإقامة في « الأحمر والأصفر » هل كانت الإستجابة لشروطك بكل هذه السهولة؟
– المسألة ليست مسألة شروط أو استجابة للطلبات المادية هذه حقيقة قد لا نجدها في أندية أخرى إحقاقا للحق وهي أن اللاعب في الترجي لا ينظر فقط للمال هناك مناخ عام يطغى على المال .. اللعب في « الأحمر والأصفر » يشعرك أنك في فريق بمواصفات عالمية وهذا ليس إلقاء للشكر بشكل مجاني ولكن على امتداد 4 سنوات في الترجي وقفت على عديد الحقائق التي زادت في ارتباطي بالنادي وزادت في حب الكثيرين لي سواء كأحباء أو لاعبين أو مسؤولين هذه دوافع حفزتني لتجديد عقدي إلى غاية جوان 2020 وكان قرارا رصينا وليس متسرعا.
• ألم تكن هناك مفاوضات مادية مع رئيس الترجي أو مع مجدي التراوي خصوصا أن بعض المصادر تحدثت عن خيوط اتصال خليجية؟
– بلى هناك مفاوضات طبعا ولكن لم يكن هناك اختلاف في وجهات النظر أو تأجيل المفاوضات لجلسة أخرى إلى حين الاتفاق.
– تلقيت اتصالات مبدئية من فريقين في الدوري السعودي الممتاز وهما الشباب والإتحاد (فريق أحمد العكايشي) وكانت العروض المالية أكبر مما أحصل عليه مع الترجي، تلقيت اتصالات من بعض وكلاء الأعمال بأن هناك أندية فرنسية تسأل عن وضعيتي التعاقدية ولكن حتى أكون صادقا مع نفسي لم يكن هناك عرض رسمي من أي فريق فرنسي بل مجرد حديث وكلاء أعمال لجس النبض. العرضان السعوديان كانا أفضل من عرض الترجي ماديا ولكن هناك حوافز أخرة في كرة القدم غير « الفلوس » لعلمكم طريقة تمديد عقدي مع الترجي كانت مثيرة وطريفة وزادت في عشقي للأحمر والأصفر وفي احترامي لرئيسه حمدي المدب.
• كيف ذلك؟
– من المعلوم ومثلما شاهد الجميع يوم 30 أكتوبر 2016 فإن الترجي خرج منهزما بالتعادل في الدربي ضد النادي الإفريقي ولسوء حظي خرجت أنا الخاسر الأكبر في اللقاء إذ كان خطي الدفاعي وراء التعديل للإفريقي كما أني لم أكن راضيا بالمرة على مردودي وكدت أتسبب في الهزيمة.. لم أكن في يومي خلال الدربي وهذا يحصل لكل اللاعبين، ولكن فاجأني موقف أحباء الترجي المقربين واتصل بي العشرات ليقولوا لي « شمس الدين أحنا نعرفوا شنوة عطيت للترجي.. ما صار شيء.. قيمتك نعرفوها »..
– هذا الأمر رفع من معنوياتي إذ ليس من السهل أن يغفر لك الأحباء أخطاء في الدربي، بعد ذلك بيومين أي يوم الثلاثاء اتصل بي رئيس الترجي حمدي المدب وطلب مني المجيء إلى مكتبه، فوجئت في الحقيقة لهذه المكالمة ولم يكن في مخيلتي سوى أمر واحد وهو أنه سيتحدث معي عن ت راجع أداء الفريق ككل بما أني إلى جانب 3 لاعبين آخرين من بين الأعمدة والمؤطرين ولكنه صدمني بموقف غريب حين قال لي « سنوة قلت في موضوع تجديد العقد » والله لم أتصور أننا سنتطرق إلى ذلك الموضوع.. وافقت على الفور على المقترح الذي قدموه لي منذ أسابيع وقلت له أني لا أتصور نفسي خارج الترجي.
• لكن لنبتعد قليلا عن رمي الورود… البعض نقل عن رئيس الترجي غضبه الكبير بعد الدربي خاصة أن الفريق كان فرط في فوز أمام جماهيره كما جنى تعادلا ثالثا على التوالي؟
-لا أنكر أن « سي حمدي » كان غاضبا على الجميع في حجرات الملابس وهذا أمر عادي فالترجي خسر نقطتين كانتا فريبتين منه ولكن غضب رئيس النادي لم يتجاوز الحدود وأعتقد أن أي مسؤول عندما يضع كل ثقله المادي في فريقه سينتظر الإنتصارات والتتويجات وستتغير لهجته مع اللاعبين.
* بصراحة هل تشعرون كلاعبين أن الفريق الحالي خيب الظن، فالمدرب أنفق المليارات والترجي كان « بطل الميركاتو » وحصد كل الصفقات ليكون في المركز الثاني ضمن مجموعة المرحلة الأولى؟
– كلمة « خيب الظن » كبيرة بعض الشيء ولا تستقيم مع الواقع ولكن بصراحة أقول إن ما قدمناه في نهائي الكأس أمام النادي الإفريقي (2-0) كان يوحي بأن الترجي سيأتي على الجميع وسيحسم كل مواجهاته طيب الآن وبعد مرحلة الذهاب لم ننهزم ولكن سقطنا في فخ التعادل 3 مرات وهو أمر غير مسموح به في الترجي، والحمد لله أننا فزنا في المتلوي. مرحلة الذهاب كانت أقل من المتوسط بالنسبة لي ولكنها مثلت رسالة مضمونة الوصول لنا كلاعبين للتدارك في الإياب وأيضا في المرحلة الحاسمة مرحلة التتويج.
* مستوى الترجي في الدور النهائي عاد سلبا على مستوى بعض اللاعبين..لا أريد أن أذكر لك الأسماء ولكن هذا ما يتداوله الأحباء؟
– كلامك فيه جانب من الصحة ولكن بالنسبة إلى الكأس كان هدفنا الفوز بها وكانت العزيمة والرغبة كبيرتين خصوصا بعد الحسم ضد النجم الساحلي يعني أننا دخلنا مسابقة الكأس في أدوارها الحاسمة (ربع النهائي) بشكل مجنون، وكان مسك الختام « فينال الدربي » الذي أعطى فيه كل اللاعبين المثال في العطاء الغزير وكان « ماتش نموذجي » ولكن الحقيقة أن هذا المستوى غلطنا في أرواحنا » كلاعبين شيئا ما وكان أن تراجع أداء البعض وأنا واحد منهم ودخلنا في سلسلة من التعادلات التي زادت في الضغوطات علينا. الآن سندخل مرحلة الإياب لتصحيح المسار وأرى أن الصدارة ستعود للترجي سريعا.
* الضغوطات التي سلطها « المعارضون » على عمار السويح والحملة المطالبة بإقالته هل شعرتم بها أنتم اللاعبون بعبارة أخرى هل تسربت تأثيراتها إلى المستطيل الأخضر؟
– نحن نعرف جيدا قيمة عمار السويح.. مدرب جدي ولا ينافق أحدا ولا يعرف اللاعبين إلا منخل مردودهم على أرضية الميدان، إذا كان له مؤاخذة على أحد اللاعبين فإنه لا يتردد في كشفها دون رياء.. وبصراحة لا أرى أن مدربا آخر في الترجي سيحقق أفضل ما حققه عمار السويح منذ حلوله بالحديقة « ب »
* لم تجنبا عن السؤال : هل مثلت الحملة على السويح ضغطا عليكم؟
– نعم في بعض الأحيان نشعر أن هناك استهدافا مجانيا لعمار السويح وحملة مغرضة ولا أساس لها لإنتقاده رغم أن الفريق يسير بشكل جيد ولو فزنا ضد الإفريقي بعد السيطرة الكلية لتغيرت المواقف من الإطار الفني.. أعتقد أن هذه الحملة آن لها أن تتوقف وأن يدرك « المعارضون » أن كل فريق يمر بفترة فراغ ومن لا يعرف هذه الحقيقة فهو لا يعرف كرة القدم
* نأتي الآن إلى مستوى شمس الدين الذوادي إلى حد ترى درجة جاهزيتك بعد 7 مباريات على انطلاق موسم 2016-2017؟
– ككل اللاعبين خضت مباريات الكأس في أعلى مستوى وبعد ذلك ونتيجة للإرهاق ارتكبت بعض الأخطاء في لقاءات البطولة.. هذا يحصل لكل اللاعبين، تعرضت إلى بعض الضغوطات ولكن وقفة جماهير الترجي م عي خاصة بعد الدربي الأخير رفعت من معنوياتي..
لم أكن راضيا عن نفسي ولا أشعر أني في 100% من جاهزيتي ولكن لست مسؤولا لوحدي عن سلسلة التعادلات في البطولة.. أسعى جاهدا إلى استرجاع ذروة مستواي وقبل توقف البطولة لفسح المجال للمنتخب للإعداد للكان 2017 سأكون في « التوب » إن شاء الله.
• بعد 7 مباريات في البطولة ورغم أن الترجي يحتل المركز الثاني إلا أن البعض « شغل » أسطوانة الحكام يعاونوا في المكشخة.. كيف تعلق على الأمر هل تشعرون بضغوطات إزاء ذلك؟
– طبعا نشعر كثيرا بالضغط وبالأسف لما وصلت إليه كرة القدم في تونس لآننا نحس أننا مهما فعلنا ومهما أضفنا ستأتي بعض الأطراف للتشكيك في انتصاراتنا المستحقة وهذا يؤلمنا نحن اللاعبين ويزيد في حجم الضغوطات المسلطة علينا.. الترجي تعرض في الموسمين الماضيين لأخطاء بل لمظالم تحكيمية صارخة أبرزها في دربي 2014-2015 وفي لقاء النجم الساحلي الموسم الماضي في رادس والذي كفلنا خسارة اللقب ولم تنقلب الدنيا…
حكاية الحكام والترجي أسطوانة لا بد أن تتوقف لأنها سلطت ضغوطات رهيبة على اللاعبين ونخشى أن تتواصل هذه الإتهامات المجانية في مرحلة التتويج لأن فريقنا ليس في حاجة إلى مساعدات الحكام لحسم اللقب، ومن يتحدث عن مباراة المتلوي الأخيرة أنصحه بإعادة مشاهدة تسجيل اللقاء ليقتنع أن فوزنا كان مستحقا..
• تطرق الكثيرون إلى الإنتدابات المكلفة والأجور السخية في الترجي… أولا ألا يمكن أن يحدث ذلك « هوة » داخل المجموعة وثانيا هل أن المجموعة الحالية مثالية وجاهزة لكل الألقاب؟
– أرى أن الأمر عادي في الترجي إذ ليس بالضرورة أن يتقاضى كل اللاعبين نفس الأجر وأن يحصلوا على ذات الإمتيازات الأمر الإيجابي في الفريق أننا نحصل على أجورنا في موعدها وأن التنظيم الإداري والمالي من بين أسباب النجاح في « الأحمر والأصفر » واختلاف الأجور لن يمثل مشكلا ولن يخلق هوة مثلما يعتقد البعض…
– ثانيا، أرى أن المجموعة الحالية للترجي هي الأفضل منذ سنوات إذ أن وجود أنيس البدري ومحمد علي منصر وفرجاني ساسي وهشام بلقروي وغيرهم جنبا إلى جنب بمثل هذه القيمة يحصل لأول مرة منذ سنوات وهذا ما يعني أن الفريق الحالي جاهز للمراهنة على كل الألقاب بما فيها رابطة الأبطال التي ستكون إحدى أبرز أولوياتنا لموسم 2016-2017.
*بالمستوى والمجموعة الراهنة هل يملك الترجي كل المقومات لمقارعة أندية مثل مازمبي وصان داونز والزمالك والأهلي وغيرها من عمالقة القارة؟
– حتى لا أكون مستغرقا في التفاؤل وبكل واقعية أرى أن الترجي ينقصه شيء من التناغم والثقة بالنفس لكل اللاعبين ليكون في « التوب » ويقدر على المراهنة على اللقب القاري.. تنقصنا بعض الجزئيات والعزيمة أكبر لنكون الأفضل إفريقيا في موفى 2017.
* كيف تقيم مستوى الأندية المنافسة للترجي على البطولة؟
– المنافسة هذا الموسم ستعود « رباعية » بعد أن تأخر الإفريقي عن الركب في العام الماضي ولكن الفريق تغير كثيرا وأصبح ينتصر ويقنع في الآن نفسه، الإفريقي الحالي بقيادة شهاب الليلي يبدو جاهزا على كل المستويات وخصوصا رصيده البشري ليكون مراهنا على البطولة وعنصرا بارزا في مجموعة التتويج..
بالنسبة إلى النجم والصفاقسي لم أتابع الكثير من مبارياتهما ولكن النتائج تؤكد أن كل ما يروج من أزمة داخل هذين الفريقين لا أساس له من الصحة بل أنهما في أفضل حالتهما للمراهنة عن اللقب.
• واجه المنتخب الوطني ومدربه هنري كاسبارجاك وأنتم اللاعبون انتقادات لاذعة بعد مباراتي ليبيا ثم موريتانيا هل فقدنا هيبتنا الكروية قل أسابيع من الكان؟
– النتائج وحدها تقيم الدليل على أن المنتخب يسير في الطريق السوي مع كاسبارجاك… مباراة ليبيا كانت صعبة لآننا نلعب خارج أرضنا وفي ظروف خاصة أما مواجهة موريتانيا فهي ودية ولا تدعو للخوف .. صحيح أن الأسلوب الدفاعي واجه انتقادات لاذعة من المحللين ولكن المنتخب بخير وأرى أن عودة يوسف المساكني وإمكانية توجيه الدعوة لأسامة الدراجي قبل « الكان » ستفيدان كثيرا المنتخب خصوصا في التنشيط الهجومي الذي يطالب به الجميع.