في ليلة لم تكن في الحسبان لجماهير النجم الرياضي الساحلي، سادت حالة من الحزن والصدمة الأوساط الرياضية في تونس بعد الإقصاء المبكر والمُفاجئ للفريق من الدور التمهيدي الثاني لكأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية الأفريقية). لم يمر هذا الإخفاق القاري بسلام على البيت الساحلي، حيث تبعه مباشرة تطور إداري مدوٍ، تمثل في إعلان رئيس النادي، الأسطورة زبير بيّة، تقديم استقالته بشكل رسمي، في خطوة فاجأت الجميع.
فشل فريق « جوهرة الساحل » في بلوغ دور المجموعات للمسابقة القارية رغم انتصاره في مباراة الإياب التي أقيمت على أرضه بنتيجة (2-0)، وهي نفس النتيجة التي خسر بها لقاء الذهاب في كينيا أمام فريق نيروبي يونايتد المغمور. ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي أدارت ظهرها للنجم الساحلي، حيث انتهت بنتيجة (7-6) للفريق الكيني، مُسدلة الستار على مشاركة مخيبة لآمال جماهير النادي العريق. ويُعد هذا الخروج من الأدوار التمهيدية رقماً سلبياً للنجم لم يتحقق منذ سنوات طويلة.
جاءت الاستقالة الرسمية لـ زبير بيّة لتؤكد عمق الأزمة التي يمر بها النادي. وتُشير المصادر إلى أن هذه الخطوة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت كنتيجة حتمية لتراكم سوء النتائج والضغوطات الهائلة التي يعيشها النادي في الآونة الأخيرة، ليس فقط على المستوى القاري بل وكذلك على مستوى البطولة المحلية، إضافة إلى الأوضاع المالية والإدارية التي تثقل كاهل الفريق. الاستقالة تعكس شعوراً بتحمل المسؤولية بعد هذه النكسة الرياضية الكبيرة.
في أعقاب هذه التطورات، يعيش النجم الساحلي على وقع صدمة مزدوجة، رياضية وإدارية. ويُعقد مجلس الإدارة الحالي اجتماعاً طارئاً لدراسة الخطوات القادمة ووضع خارطة طريق للخروج من هذا النفق المظلم، خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات محلية سريعة ومهمة. رحيل زبير بيّة يفتح الباب واسعاً أمام التساؤلات حول هوية الإدارة القادمة وكيفية تجاوز هذه المرحلة الحرجة التي تهدد مكانة النجم الساحلي كأحد أركان الكرة التونسية والأفريقية. الجماهير الساحلية تنتظر قرارات حاسمة لإنقاذ الموسم والعمل على إعادة الفريق إلى سابق عهده.

