يدخل المنتخب التونسي مرحلة حاسمة في استعداداته للاستحقاقات القادمة، وعلى رأسها كأس العرب وكأس أمم إفريقيا، بسلسلة من المباريات الودية التي ينتظرها الشارع الرياضي التونسي بشغف كبير. الإطار الفني لـ »نسور قرطاج » برمج ثلاث مواجهات من العيار الثقيل ستكون بمثابة اختبار حقيقي لمدى جاهزية المجموعة، وفرصة لتجريب أكثر من رسم تكتيكي قبل الدخول في أجواء المنافسات الرسمية.
بداية المشوار أمام موريتانيا :
البداية ستكون أمام منتخب موريتانيا، في لقاء يُنتظر أن يمنح الجهاز الفني مؤشرات أولى حول مدى الانسجام بين اللاعبين المحليين والمحترفين. المباراة ستكون فرصة لتجربة بعض الأسماء الجديدة، خاصة في وسط الميدان والهجوم، بهدف توسيع قاعدة الخيارات قبل المواعيد الرسمية، مع إمكانية اعتماد بعض التغييرات التكتيكية التي تسمح بخلق توازن بين السرعة في البناء الدفاعي والفعالية في الثلث الهجومي الأخير.
محطة ثانية أمام الأردن :
بعد مواجهة موريتانيا، سيلاقي المنتخب نظيره الأردني في اختبار مختلف من حيث الأسلوب والنسق. المنتخب الأردني يتميّز بانضباطه التكتيكي وقوته البدنية، ما يجعل المواجهة فرصة مثالية لقياس قدرة النسور على مجاراة الخصوم الذين يعتمدون على الضغط العالي والتمركز الدفاعي القوي. من المنتظر أن تشهد المباراة اعتماد المدرب على تشكيلة أقرب لتلك التي سيفتتح بها المنافسات الرسمية، مع التركيز على سرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم واستغلال المساحات خلف دفاع الخصم.
موعد خاص أمام البرازيل : أما المحطة الأخيرة، فستكون دون شك الأكثر ترقبًا وإثارة، حين يلاقي المنتخب التونسي نظيره البرازيلي في مباراة ينتظرها عشاق الكرة في تونس والعالم العربي بشغف كبير. اللعب أمام منتخب بحجم البرازيل لا يُعد مجرد لقاء ودي، بل تجربة كروية فريدة ستسمح لـ »نسور قرطاج » بالوقوف على أعلى درجات المنافسة العالمية. المواجهة ستكون فرصة للاحتكاك بلاعبين ينشطون في كبرى الدوريات الأوروبية، ما سيُكسب عناصر المنتخب ثقة أكبر في النفس، ويكشف في الوقت نفسه مدى قدرتهم على مجاراة نسق المنتخبات الكبرى من حيث السرعة، الدقة، والتعامل مع الضغط العالي. من جهة أخرى، من المنتظر أن يختبر الإطار الفني بعض الخيارات التكتيكية الجديدة خلال هذا اللقاء، سواء من حيث التمركز أو أسلوب بناء اللعب، خاصة في ظل أهمية اكتساب شخصية أقوى في مواجهة المنتخبات العالمية. كما تمثل المباراة فرصة مثالية للجماهير التونسية لمتابعة فريقها وهو يواجه أحد أعرق المنتخبات في تاريخ كرة القدم، في أجواء يتوقع أن تكون استثنائية على جميع المستويات.

